الحوار الاجتماعي وغاية السلم الاجتماعي, أي فعالية

Dialogue Social
جامعـة مولاي اسماعيــل – مكنــــاس

ماستر : قانون المنازعات

عرض تحت عنوان
الحوار الاجتماعي وغاية السلم الاجتماعي أي فعالية
الحوار الاجتماعي وغاية السلم الاجتماعي أي فعالية

تحت إشراف:  الأستاذة:  فريدة المحمودي

إعداد الطلبة:
ص. نجية   &    فاطمة ن.   &   ديار عدنان  &  عبدالعزيز ع.

السنة الجامعية
2009-2010

مقدمة :
إذا كانت الصفة التي طغت على العلاقات التقنية تتمثل في اعتماد العمال أسلوب الأضراب ومواجهة أرباب العمل لذلك باعتماد أسلوب الإغلاق، بحيث كل يروم نحو إلحاق الضرر بخصمه بغية الضغط عليه لقبول مطالبه فإن الوضع اليوم تغير تماما، حيث أكدت حقائق الحياة الاجتماعية، أن التعاون بين أطراف العلاقة المهنية، يحقق مصالح هذه الأطراف بشكل أفضل من الصراع فيما بينها خصوصا وأن هذه العلاقات تحكمها قواعد ونصوص القانون الاجتماعي هذا الأخير أصبحت قواعده التقليدية عاجزة عن إشباع كل حاجات المتعاطين له داخل العلاقات المهنية سواء على المستوى الاجتماعي نظرا لما تتطلبه من مرونة تقتضي ترك الحرية للأطراف الاجتماعيين من أجل تقدير مصالحهم والاتفاق على ما يناسبها، أو على المستوى الاقتصادي، بما يتطلبه ذلك من انفتاح المقاولة على محيطها والتفاعل معه بما يدفعها نحو التقدم والازدهار وهذا ما لا يمكن تحقيقه إذا بقيت المقاولة جبيسة نظرة مملوءة بالحقد والكراهية ينظر بها كل طرف من أطراف العلاقة الشغلية إلى الآخر[1].

وطالما أن هذه الوضعية شبه السائدة غالبا بين الأجراء وأرباب العمل، فإن الأمر يستدعي وعلى وجه السرعة التفكير بجدية بغية تغيير هذه العقلية ووضع إطارات تنظيمية، وفتح آفاق تتناسب وحجم التحولات الجديدة، وهكذا كان على الدولة أن تقطع خطوات في هذا الاتجاه بصفتها أكبر متدخل في القانون الاجتماعي وبثالي العلاقات المهنية وذلك من خلال  دعوة الأطراف إلى التفاوض والتحاور، بل كان لابد للفرقاء الاجتماعيين من أرباب العمل، والأجراء أن يقتنعوا بضرورة الحوار والجلوس على مائدته، وأن يفهم كل منهم أن مصلحته مرتبطة بالآخر وأن العلاقة بينهما علاقة تشارك وتعاون.

وطالما أن سبيل التعاون والتشارك هي الطريق الموصلة على انعاش المقاولات وازدهارها فإن افضل وسيلة لتحقيق تلك الغاية ولبلوغ ذلك الهدف هو الحوار الاجتماعي هذا الحوار الذي أصبح اليوم بعد أحد مصادر القانوني الاجتماعي، والقضاء الأكثر توازن للعلاقات المهنية [2].
فالحوار الاجتماعي أصبح يشكل مظهر واضحا من مظاهر الديمقراطية الاجتماعية ومن تم فغيابه بمختلف أشكاله لا يمكن ان يعني إلا غياب هذه الممارسة.
وتبرز أهمية هذا الموضوع أنه في غياب الحوار الاجتماعي يغيب التفاهم وتحقيق العدالة الاجتماعية فالحوار الاجتماعي يروم نحو تحقيق هذه المعطيات الاجتماعي يروم نحو تحقيق هذه المعطيات الاجتماعية التي تجلب الرفاه والازدهار ليس للمقاولة بل للمجتمع ككل

وبغض النظر عن الصعوبات التي تعترض معالجة هذا الموضوع نظرا لحداثته، والجدول الذي لا زال يطرح حول مدى فاعليته مساهمته في إنعاش الشغل، وتحقيق السلم الاجتماعي، فإننا سنحاول قدر الإمكان الإجابة عن مجموعة من الأشكالات التي يطرحها هذا الموضوع والتي يمكن تلخيصها في إشكال مركزي يتمثل ” إلى أي حد يمكن اعتبار مؤسسة الحوار الاجتماعي فضاء قادرا على تحقيق التوازن بين مصالح الفرقاء الاجتماعيين داخل المقاولة المشغلة من جهة وضرورة النهوض بهذه الأخيرة اقتصاديا واجتماعيا من جهة ثانية
ومن أجل معالجة هذه الإشكالية اقترحنا المنهجية الثالية :

المبحث الاول : تجليات مأسسة الحوار الاجتماعي
المبحث الثاني : الحوار الاجتماعي أداة لإنعاش الشغل والتشغيل

يتطلب الحديث عن مفهوم الحوار الاجتماعي تحديد هذا المفهوم من الناحية اللغوية، كما يستدعي التعرض لعدة مصطلحات ومفاهيم مرتبطة بالموضوع من جهة أخرى.
فالنظر إلى الحوار من الناحية اللغوية نجد أنت مادته حاور جاءت من المجاورة حاور يحاور محاورة وحوارا حاوبه وجادله  والقوم حاور بعضهم بعضا أي تجالوا
كما ان مصطلح الحوار الاجتماعي وكما هو معروف في معجم ” Robert”  أي اتصال ونقاش بين الطرفين بحثا عن اتفاق وتفاهم كما يسند لهذا المصطلح مرادفات وذلك من قبيل تفاوض محادثات…
ويمكن تحديد عبارة الحوار الاجتماعي التي يتزايد استعمالها كالتالي : فمعناها الأشمل يمكن أن يعني أي مفاوضة او مشاروة أو أي نوع من التفاعل داخل المجتمع، تضطلع به جميع فئات المجتمع أو بعضها من صياغة توصيات أو اتخاذ قرارات تحقق مصلحة المجتمع المعني.
كما تعني عبارة الحوار الاجتماعي أنها عملية مفيدة في البحث عن الحلول للمشاكل الاجتماعية والمشاكل الأخرى بواسطة التشاور والتفاوض وعبر إشراك أوسع مجموعة ممكنة من الفئات المعنية
كما أنها بديل عن فض المنازعات غير الصراع او الإجراءات القانونية وبغض النظر عما إذا كان تحديد عبارة الحوار الاجتماعي واسعا او ضيقا  فإنه يعتبر عادة عملية تولد نتائج أكثر إيجابية وقبولا وذلك نظرا للمدى الأوسع للتشاور.

في الأخير يمكن القول ان الحوار الاجتماعي فيس فقط مجرد عملية مفيدة لمواجهة ظروف قد اتخذت طابع الصراع أو الصدار فحسب بل هو كذلك أداة فعالة وناجعة في تقديم الاقتراحات وإعطاء الحلول القادر على  تحنين شل تلك الظروف.

الحوار الاجتماعي وغاية السلم الاجتماعي, أي فعالية

________________________
[1] – سناء البقالي ، المقاولة ومحيطها الاجتماعي والاقتصادي رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا  المعمقة، جامعة محمد الخامس أكدال الرباط 2001 -2002
[2] – انور حداوي ، الحوار الاجتماعي ودوره في حل نزاعات الشغل الجماعية زن دم جامعة محمد الخامس، أكدال 2002-2003 ص 8 وأما بعدها.

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.