أهمية المعجم التربوية في درس الفلسفة

منزلة المعجم في درس الفلسفة
الفصل الأول:  من الدلالة إلى الإشكالية
2- أهمية المعجم التربوية:
يمكن أن يؤدي المعجم مجموعة من الوظائف التربوية والثقافية بصفة عامة، لأنه الخطوة الأولى التي يمكن أن ندخل من خلالها لفهم أي نص أدبي أو فلسفي. ومن دون التحكم في المعجم لا يمكن الكشف عن دلالته، وهنا طبعا تطرح مسألة الوعي بأهمية المكون المعجمي، والمعرفة الصحيحة للطريقة التي يجب أن يدرس بها المعجم في النص. ولا يمكن لهذا الوعي والمعرفة أن يتأتيا، إلا من خلال تحديد المعجم كنظام مترابط العلاقات، وليس مجرد شرح مفرادات غامضة، وهذه العملية ستساعد التلميذ – لا محالة- على تنمية مداركه المعرفية، وتنشط فكره، بتحفيزه على تفكيك النظام المعجمي في النص، والبحث عن العلاقات الدلالية والتركيبية القائمة بين مفردات كل حقل من الحقول المعجمية.

فالمعجم سواء كان فلسفيا او أدبيا أو علميا، فهو من الركائز والشروط الأساسية، في تحقيق ونجاح العملية التعليمية التعلمية، وهو السبيل لمعرفة كل الدلالات، وهو المرشد الذي يساعد المتعلم على بلوغ المعنى المقصود.فهو، أي المعجم، الأداة التربوية الدائمة والمتجددة والاجرائية التي ترتبط أشد الارتباط بتطور المعارف، باعتباره البوابة التي تدخل المؤسسة التعليمية منها إلى شخصية المتعلم، لأنها مجال تشكيل عقليته وشخصيته، ومجال الانتقاء السياسي والفلسفي والعقائدي للمنتوج البشري الذي يسمى المواطن الصالح حسب الوصفة المحددة المعالم في السياسة العامة، وفي السياسة التربوية التي تعمل المؤسسة التربوية على إنتاجها، عن طريق تهيئة الفرصة لمساعدة الأفراد على النمو الشامل المتكامل روحيا وخلقيا وفكريا واجتماعيا، إلى أقصى ما تسمح به استعداداتهم وإمكاناتهم في ضوء طبيعة المجتمع وفلسفته وآماله، بما يكفل التوازن بين تحقيق الأفراد لذواتهم، وإعدادهم للمشاركة البناءة في تقدم المجتمع.
هكذا، وبالنظر إلى المعجم على أنه يحتل مكانة كبرى بين المؤلفات المدرسية والعلمية، فميزته الأساسية هي ارتباطه العميق بكل النصوص، فهوفضاؤها ومرجعها. وهذه الأهمية تجعله ذا صبغة علمية في أي درس تربوي. وعليه لا بد من وجود شروط تضمن الأهداف البيداغوجية والديداكتيكية المتوخاة، من أهمها:

– تحديد نموذج المتلقي، أي مراعاة اختلاف المستويات الدراسية بين الابتدائي، الإعدادي، الثانوي و العالي.
– مراعاة القدرة الاستيعابية للمتعلم.
– مراعاة الائتلافات بين المواد المدرسة من حيث المضمون والمنهج.
– ينبغي أن يكون هناك تفعيل للمستوى الدلالي، حتى تحفز القدرات العقلية للتلاميذ ولا يتم الاقتصار فقط على المعاني السطحية التي تحققها البنى التركيبية.
– الأخذ بعين الاعتبار البنية العميقة والدلالات البعيدة للمعاني.

عموما فللمعجم عدة وظائف، وتعتبر الوظيفة التربوية من أهم هذه الوظائف،إذا ما توفرت له سمة التنوع المضموني والتعريفي للقواميس، التي يتم اعتمادها كمصادر تتماشى والتقدم الذي اكتسح مختلف المجالات من بينها المجال الفكري والفلسفي. ومن الوظائف الأخرى نجد أن المعجم :
-مساعدة المتعلم على فهم المتن التعلمي.
– تحصيل مجموعة من المعارف والمعلومات الثقافية.
– إثراء رصيده اللغوي.
– التكمن من معاني المفردات اللغوية ضمن سياقات معينة.
– بناء شخصية المتعلم في جوانبها السلوكية المختلفة، المعرفية والحسية والحركية والاجتماعية والنفسية. أي المساهمة في التعلم الذاتي عند المتعلم.
– تنمية الإنتاجية اللغوية والإبداعية عند المتعلم وفهم المتن التعليمي ضمن حيثيات المقام و المقال والتفاعل معه.
– تشكيل الإطار العام اللغوي التواصلي بين الأستاذ والمتعلم.

3- أهمية المعجم في درس الفلسفة:
يعد الاهتمام بالمفهوم في الفلسفة قديما قدم الفلسفة ذاتها وذلك منذ سقراط الذي تساءل عن المفاهيم: ما هي الفضيلة؟ الخير؟ العدالة؟
ومن هذا المنطلق يظهر جليا الدور الذي يؤديه المفهوم في الفكر الفلسفي على العموم، وفي تدريس الفلسفة على الخصوص. وهذا ما يبرز من خلال النص الفلسفي الذي هو عماد تدريس الفلسفة في التعليم الثانوي التأهيلي المغربي. خصوصا وأننا نشتغل بالمقاربة المفهومية التي تقوم على تدريس مجموعة من المفاهيم، من خلال النصوص.
ووفي زخم الحديث عن المفاهيم، تثار مسألة المعجم ودوره التعليمي والتربوي، خصوصا مع ازدياد الحديث عن تعميم تدريس الفلسفة في التعليم الثانوي التأهيلي، واعتبار المعجم وسيطا من الوسائط المساعدة على تحقيق ذلك، إذ أن المرحلة المعاصرة تستدعي إدخال الكل إلى الفلسفة، ومن الصعب بلوغ هذا المبتغى في نظرنا إلا من خلال المعجم الذي يساهم في أحيان كثيرة في تبسيط المعرفة وتوضيحها وتفسير الملتبسات فيها. إن المعجم يدخل في قلب الممارسة الفلسفية، وهو بهذا المعنى استجابة للموقف القائل بأن الفلسفة هي صناعة المفهوم الفلسفي كتفكير عقلاني يتوفر على نسق مفهومي كبير ومعقد يصعب استثماره إلا من خلال وسائط تساهم في إيصال ونقل المعرفة من مستواها العالم إلى المستوى المدرسي. ومن بين أهم الوسائط هناك المعجم وتنبع أهميته من انفتاحه المباشر علىالدرس من خلال النصوص المعتمدة، فالنص الذي يعتبر إجابة عن إشكالية معينة، يحتوي على مفاهيم متعددة تشكل الإطار المفاهيمي للمجزوءة وللمحور وللكتاب.إن أهمية المعجم لا تلغي الإشارة إلى مجموعة من المشاكل والصعوبات التي يثيرها نذكر منها:

* لا يلعب المعجم دائما دور التيسير للمعرفة، بل قد يساهم أحيانا كثيرة في تعسير الفهم.
* تعاني العديد من المفاهيم من عدم استقرار دلالي.
* اختلاف المفاهيم باختلاف الفلاسفة.
* إيغال بعض المفاهيم في التجريد.
* مشكلة الترجمة لمفاهيم فلسفية.

ورغم هذا فإن المعجم يساعد المتعلم على إدراك البعد المفاهيمي للفكر الفلسفي والدور الذي يؤديه في النص، وعليه فنحن ملزمون بأن نجعل من التدريس بالمفاهيم هدفا رئيسيا من التعليم والتفكير الفلسفي.

4/ وضعية المعجم في المقرر الدراسي:
شهدت المناهج الدراسية الخاصة بالجذوع المستركة تجديدا مر عليه ما يقرب خمس سنوات ورغم ذلك لم تشهد أي مراجعة على الإطلاق في كافة المستويات، وذلك بالنظر إلى المشاكل التي تتثيرها تلك المناهج والتي يرفعها المدرسون من جهة والمتعلمون من جهة ثانية.
وفيما يتعلق بموضوع بحثنا،ورغم الانتباه الذي لمسناه لدى مؤلفي الكتب المدرسية الخاصة بالجذوع المشتركة، وتخصيص حيز من الكتاب لفهرس خاص بالمفاهيم والمصطلحات، مع الانكباب على محاولة وضع تعريفات لبعض المفاهيم، وهذا ما يدعو في الحقيقية إلى الشكر والثناء، لأنه يتضمن على الأقل وعيا بأهمية المعجم وضرورته في درس الفلسفة للجذوع المشتركة على وجه الخصوص ولدرس الفلسفة على العموم. ومن الملاحظات الهامة التي سجلناها في قراءة مقدمة الكتاب المدرسي” في رحاب الفلسفة” للجذع المشترك، عدم الاشارة على الإطلاق إلى المعجم كهدف وغاية أساسية من درس الفلسفة، في حين هناك تركيز على أهداف أخرى لا تقوم في نظرنا إلا على المعجم، من قبيل الفهم والتعلم والتدرج والعلاقة التكاملية مع فروع المعرفة الأخرى، والانفتاح على الحضارة الانسانية. ورغم هذا فإن الدراسة التي قمنا بها للمعجم تكشف المكانة التي تحتلها المفاهيم من خلال المجزوءات والدروس التي يتوزع عليها وهي :
” كتاب في رحاب الفلسفة”: الجذوع المشتركة للتعليم الثانوي التأهيلي” مكتبة السلام الجديدة. الدار العالمية للكتاب 2005.
I. – المجزوءة الأولى: الفلسفة
1- المحور الأول: نشأة الفلسفة
2- المحور الثاني : محطات من تاريخ الفلسفة
3- المحور الثالث : منطق الفلسفة
4- المحور الرابع: الفلسفة والقيم
II. المجزوءة الثانية : الطبيعة والثقافة
1- المحور الأول: التمييز بين الطبيعة والثقافة
2- المحور الثاني : الإنسان كائن ثقافي
3- المحور الثالث : الطبيعة والنشاط الإنساني
4- المحور الرابع: التنوع الثقافي

 

منزلة المعجم في درس الفلسفة

تصميم البحث:
– تقديم
– دوافع البحث، أهدافهه، إشكاليته
I. / الفصل الأول
1- الدلالة اللغوية والاصطلاحية للمعجم
2- أهمية المعجم التربوية
3- أهمية المعجم الفلسفية في درس الفلسفة
4- وضعية المعجم في المقرر الدراسي
II. / الفصل الثاني
1- جرد المفاهيم الفلسفية وتفريغها في جداول
2- تفسير وتحليل النتائج المحصل عليها
III. / الفصل الثالث
1- جرد التعاريف الخاصة بالمفاهيم الأساسية “بالكتاب المدرسي”
– النظرية
– الميتافيزيقا
– اللوغوس
– الفضيلة
– الحكمة
2- قراءة نقدية للتعاريف في ضوء المعاجم
– خاتمة البحث

قرأوا أيضا...

1 فكرة عن “أهمية المعجم التربوية في درس الفلسفة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.