فكر الإمام أبو حامد الغزالي و دلالات وأبعاد وطبيعة المصطلح الصوفي

التجربة الصوفية عند الإمام أبي حامد محمد الغزالي
الفصل الأول :
المحور الرابع : نبدة حول فكر لإمام أبي حامد الغزالي
عندما نتحدث عن فكر أبي حامد الغزالي لابد أن نتحدث عن وسائل المعرفة التي اعتمدها والتي هي التقليد والحواس والعقل بحيث انتقد الغزالي الوسائل جميعها وقال إنه لا يوجد لها دليل وبرهان فأصبح في مرحلة شك فبحث عن أصناف الباحثين عن الحقيقة وانحصرت الفرق الطالبة للحق في عهد الغزالي في أربع فرق المتكلمين – الباطنية-الفلاسفة – الصوفية – وانتقدهم جميعا حتى وجد ان الصوفية هي الحقيقة التي وجد بها ضالته لذلك ظل في مرحلة شك ولم يصل إلى مرحلة اليقين إلى أن قدف الله نور في صدره فانضم إلى الصوفية .
كان شك الغزالي صاحب فضل عليه فهو الذي دفعه إلى البحث وطلب الحقيقة وتماس الإيمان فدرس كل العلوم الدينية والفلسفية والمذهبية الموجودة في عصره ( مثل الباطنية وكان يفهم ما يسمع ويناقش مالك يفهم ويتطلب الحجة والدليل ويحاور ويجادل.
يجدر بنا ان نذكر أن الغزالي قد شك ليبلغ اليقين أصناف الطالبين للحق عند الغزالي أربع :

أ-موقفه من المتكلمين:
المتكلمون وهم يدعون أنهم أهل الرأي والنظر ولقد قال الغزالي عن علم الكلام أنه حفظ العقيدة من الشكوك التي تثار حولها والمعون التي توجه إليها ( على إنسان نشأ مسلما . وأخذ عقيدته من الكتاب والسنة ) اما أن يخلق علم الكلام عقيدة الإسلام في إنسان نشأ خاليا عنها غير مؤمن بها فهذا ما لم يحاوله علم الكلام وما لم يكن في مهمته وقد قضت عليه مهمته تلك أن يأخذ مقدماته من هؤلاء الطاعنين  المشككين ليؤاخذهم بلوازم مسلماتهم وهي مقدمات واهية ضعيفة قال [ وكان أكثر خوضهم ( يقصد علماء الكلام) ، في استخراج مناقضات الخصوم مؤاخذتهم بلوازم مسلماتهم ] هذا هو مقصود علم الكلام أما مقصود الغزالي فهو إدراك الحقيقة الدينية إدراكا يؤيده العقل حتى تكون في درجة العلم الرياضي ، دقة ووضوحا وشتان بين المقصدين لهذا يقول الغزالي مشيرا إلى علم الكلام [ وهذا قليل النفع في حق من لا يسلم سوى الضروريات شيئا أصلا فلم يكن الكلام في حقي كافيا ولا لدائي الذي كنت أشكوه شافيا … ] (1) لم يجد الغزالي ضالته المنشودة في  علم الكلام ورآه غير واف بمقصوده إذن لم يكن علم الكلام
مقنعا للغزالي فظل يبحث عن الحقيقة وانتقل إلى الصنف الثاني من طالبين الحقيقة وهم الفلاسفة .

ب-موقفه من الفلاسفة
والفلاسفة هم أولئك القوم الذين يلجئون إلى العقل في مسالكهم العلمية تناول الغزالي بحوثهم التي تعرضوا فيها لموضوعات العقيدة عله يجد لديهم من فنون المحاولات العقلية ما يقطع بصحة ما ذهبوا إليه بشأنها فوجدهم قد اختلفوا فيها اختلافا كبيرا وسرعان ما أدرك الغزالي أن مزاولة العقل لهذه المهمة إقحام له فيما لاطاقة له به وأن أسلوب العقل في تفهم الأمور الرياضية ولا يمكن أن تخضع له المسائل الإلهية لذلك خرج الغزالي بهذه النتيجة ” أين من يدعي أن براهين كل الإلهيات ( يعني الفلاسفة ) قاطعة كبراهين الهندسات .
ومادامت براهين الإلهيت عند الفلاسفة لا تنتهي في الوضوح إلى الحد الرياضي الذي يشترطه الغزالي فلا بد له من أن ينفض يده منها وقد ألف الغزالي في نقدهم وتقيذ أرائهم وأغلب الظن أن كتاب ” التهافت ” ألف في هذه الفترة كذلك لم يجد ضالته في الفلسفة ورأها غير جديرة بما يمنحها الناس من ثقة إذن انتقد الفلاسفة ولم يجد ضالته عندهم فاتجه إلى ثالث فرقة من أصناف الباحثين عن الحق وهي الباطنية والتعليمية .

ج-موقفه من الباطنية
في عهد الخيفة العباسي المستظهر برزت فرقة تسمى الباطنية وكانت ترى أنه يجب تأويل القرآن والبحث في باطنه وعدم قبول ظاهره فقد كانوا يؤمنون بالمعاني الباطنية وإن لهذه الفرقة أفكار ضالة وملحدة حتى أنها كانت تهدف إلى التشكيك في أركان الشريعة فمثلا يقولون ما الهدف من رمي الحجارة وما الداعي للسعي بين الصفا والمروة ؟ إذن كانت فرقة ملحدة تكفيرية خطيرة أحس الخليفة العباسي بخطرها فلطب من الإمام الغزالي ان يؤلف كتاب يقوم فيه بالرد عليهم .
فتمعن الغزالي بأفكارهم وتعمق بها وكتب كتاب ” فضائح الباطنية ” الذي خصص به جزء امتدح فيه خلافة المستظهر حتى أن البعض يسمي كتابه المستظهري وهنا نجد ارتباط الغزالي بالسياسة أيضا. عموما فلقد انتقد الغزالي الباطنية في كتابه وتأثر بكتب من سبقوه في نقد هذه الفرقة وعموما فقد استخدم الغزالي التأويل في انتقاده لهم وخاف أن يشك الناس في منهم فنفى ذلك وقال أنه يجمع بين التنزيل والتأويل وهنا تظهر عبقرية الغزالي ، عموما لا نستطيع أن نقول انه تأثر بالباطنية وأتبعهم ولكنه كان هنا في مرحلة شك وهي مرحلة من مراحل سعيه نحو الحصن الذي لجأ إليه اخيرا وهو حصن التصوف يقول الباطنية [ إن العقل لا يؤمن عليه الغلط فلا يصح أخذ حقائق الدين عنه ]
وإلى هذا الحكم انتهى الغزالي عند امتحانه للفلاسفة فهم إذن في هذه النقطة متفقون عماذا إذن يأخذون قضايا الدين في ثوبها اليقيني ؟ يأخذونها عن الإمام المعصوم الذي يتلقى عن الله ، بواسطة النبي احبب بهذا الإمام وبها يأتي عن طريقة ولكن أين ذلك الإمام. فتش عنه الغزالي طويلا فلم يجده وتبين أنهم فيه مخدوعون وإن هذا الإمام لا حقيقة له في ذالك عيان فعاد أدراجه وكر راجعا بعد ما ألف كتبا ضدهم أوجعهم فيها نقدا وتفنيدا كما يقول هو وأيضا لم يجد الغزالي ضالته عند الباطنية ورآهم غارقين في حيرة بقيت رابعة الفرق بقي المتصوفة .
د-موقفه من الصوفية .
المتصوف يقولون بالكشف والمعاينة والاتصال بعالم الملكوت والأخذ عنه مباشرة والإطلاع على اللوح المحفوظ وما يحتويه من أسرار ولكن ما الطريق إلى الكشف والمعاينة ؟ أجابوه بأنها علم وعمل مضى الغزالي يستوضحهم ويطبق على نفسه حتى أدت بحاله إلى أن [ترك هذا الجاه العريض والشأن المنظوم الخالي من التكفير والتنغيص والأمن المسلم الصافي عن منازعة الخصوم ] وخرج هائما على وجهه في الصحارى والقفار ذاهبا مرة إلى الشام وأخرى إلى الحجاز وثالثة إلى مصر كل ذلك فرار بنفسه من الناس وجريا وراء الخلوة وتطبيقا لما أشار عليه الصوفية الذين يرون أن أساس طريقتهم [ قطع علائق القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود ، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى ذلك لا يتم إلا بالإعراض من الجاه والمال والهرب من الشواغل والعلائق بل يصير قلبه إلى حالة بشرى فيها وجود كل شيء وعدمه ]
ومن تمام طريقهم أيضا كما يقول الغزالي :” أن تخلو بنفسك في زاوية تقتصر من العبادة على الفرائض والرواتب وتجلس فارغ القلب مجموع الهم مقبلا بذكرك على الله وذلك في اول الأمر بأن تواظب باللسان على ذكر الله تعالى .فلا تزال تقول الله الله مع حضور القلب وإدراكه إلى أن تنتهي إلى حالة لو تركت تحريك اللسان لرآيت كأن الكلمة خارجة على لسانك لكثرة اعتباره ثم يصير مواظبا عليه إلى أن ( تنتهي إلى حالة لو تركت تحريك ) لا يبقى في قلبك إلا معنى اللفظ ولا يخطر ببالك حروفا اللفظ وهيئات الكلمة ، بل يبقى المعنى المجرد حاضرا في قلبك على اللزوم والدوام ولك اختيار إلى هذا الحد فقط ، ولا اختيار بعد ذلك إلا في استدامة لدفع الوساوس المارقة ثم ينقطع اختيارك فلا يبقى لك إلا الانتظار لما يظهر من فتوح ظهر مثله للأولياء وهو بعض ما يظهر للأبناء … ومنازل أولياء الله فيه لا تحصى … فهذا منهج الصوفية وقد ورد الأمر فيه إلى تطهير محض من جانبك وتصفية وجلال ثم استعداد وانتظار فقط ) وإيضاح ذلك أن القلب إذ ظهر من أدران المعاصي وصقل بالطاعات أشرقت صفحته فانعكس عليها من اللوح المحفوظ ما شاء الله أن يكون وهذا هو العلم المعروف بالعلم اللدني أخذا من قلوه تعالى ” وآتيناه من لدنا علما ” وفسروا الرزق في قوله تعالى :” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ” بالعلم من غير تعلم .
طبق الغزالي هذا المنهج على نفسه حتى طهرت وصقل قلبه كما يحدثنا هو [ وانكشف لي أثناء  هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها وما استقصاؤها والقدر الذي أذكر لينتفع به . أني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السير وطريقهم أصوب الطرق واخلاقهم أزكى الخلف بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم الواقفين على سرار الشرع من العلماء ليغيروا شيئا من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو  خير منها لم يجدوا سبيله فإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من نور مشكاة النبوة،  وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به وأنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد ] إذن عرف الغزالي ما كانت تتوق إليه نفسه من المعارف وأدركها إدراكا يأمن معه الخطأ وبذلك يكون الغزالي قد تخلص من الشك الذي يدور حول معرفة الفرقة الناجية بعد أن تخلص من الشك الذي يدور حول موازين الحقيقة وأخيرا وجد الغزالي ما كان يفتش عنه في نهاية  مطافه وجده عند المتصوفة وبهذا وجد يقينه المنشود .

المحور الخامس : تحديد دلالات وأبعاد وطبيعة المصطلح الصوفي
أ‌-    على المستوى الدلالي
المصطلح الصوفي هو عبارة عن مفهوم تصوري يعكس مضمون التجويد الذوفية الوجدانية التي يعيشها المريد السالك في رحلته الروحانية من أجل تحقيق الوصال أو اللقاء الرباني عبر محطات ثلاث وهي : التحلية والتخلية والوصال .
ولا يمكن الحديث عن التجربة الصوفية أو الممارسة العرفانية الذوقية إلا بتحديد المصطلحات التي تصف ما يجده الصوفي السالك في حضرية اللدنية وسفره الروحاني وما يعيشه من مجاهدات ورياضات قلبية ، وما يسلكه من مدارج على مستوى المقامات والأحوال ومن المعروف أن استيعاب المصطلح الصوفي وتمثله خطوة أساسية ومرحلة عملية مهمة لفهم التجربة الصوفية وتفسيرها ولكن هذا الاصطلاح العرفاني ليس مثل غيره من الاصطلاحات العلمية والفنية بدلالات حرفية معينة وإنما هو اصطلاح زئبقي تتغير دلالاته المفهومية والتصورية حسب كل صوفي ومقام سلوكي وتجربة عرفانية وبالتالي تدخل الكتابة الصوفية والاصطلاحية ضمن عالم مجرد مغلق بالمجاز ومسيج بنسق مكثف من الإشارات والعلامات الرمزية كما تتخذ هذه الكتابة الصوفية والاصطلاحية ضمن عالم مجرد مغلف بالمجاز ومسيج بنسق مكثف من الإشارات والعلامات الرمزية كما تتخذ هذه الكتابة أبعادا سيميائية إيجابية تنزاح عن الدلالات اللغوية والمعجمية الحرفية .
وينقسم المصطلح الصوفي إلى دال ومدلول ومرجع فالدال عبارة عن فونيمات صوفية أما المدلول فهو المعنى الذي تعنيه هذه  الأصوات وإذا انتقلنا إلى المرجع فهو الموضوع الحسي الذي تحيل عليه الكلمات ولكن الكلمة الصوفية تتجاوز المعنى الظاهري الاول إلى المعنى الكنائي أو الانزياحي فكلمة “الخمرة” في المفهوم الصوفي لا تتعدى الدلالة الحرفية القدحية في الخطاب  الديني الفقهي التي تتمثل في السكر والخبث والرجس لتأخذ دلالة إيجابية رمزية تحيل على الصفاء والانتشاء الرباني والامتزاج الوجداني والاتحاد بين الذاتيين العاشقة والمعشوقة داخل بوثقة عرفانية واحدة .
اما بخصوص الألفاظ الصوفية فلا يمكن ، إدراكها عن طريق العقل أو الاستدلال أو البرهان أو عن طريق التجويد التأملي وإنما هي مصطلحات لا يمكن استيعابها أو التحقق منها إلا عن طريق الذوق والقلب والوجدان  والحدس وتأويل الممارسة الروحانية وتحويل تجربتها السلوكية والعملية إلى حوال رمزية تقارب التجربة دول بشكل نسبي ليس إلا. وفي هذا الصدد يقول الأستاذ حسن الشرقاوي ” إن هذه الألفاظ لا تعرف عن طريق منطق العقل والنظر بقدر ما تفهم عن طريق الذوق والكشف ولا يتأتى ، الشهوات وإخلاص العبادات والسير في طريق الله (…) حتى تنكشف لهذا المريد الصادق غوامضها وتتجلى له معانيها .
ومن هنا فالمصطلح الصوفي له ظاهر خاص بعامة الناس وباطن لا يدرك إلا بالكشف والذوق  وهو خاص بالأولياء والموحدين ولا يفهمه سوى الخاصة الذين تركوا الدنيا. وزهدوا في الحياة وأقبلوا على الخلوة والتفكير في الذات الربانية عشقا وانصهارا.

ب‌-    على مستوى الإبعاد
للمصطلح الصوفي أبعاد ثلاثة : بعد عملي يتمثل في الممارسة السلوكية الذوقية والبعد الوجداني الذي يتعلق بطبيعة التجربة الصوفية والبعد النظري أو الفكري أو المعرفي الذي يقترن بالمذهب وهذا ما يؤكده الدكتور محمد ابراهيم جعفر محقق كتاب .
” اصطلاحات الصوفية ” للقاشاني عندما أشار في مقدمة الكتاب المحقق أن للمصطلح الصوفي ثلا جوانب أساسية ” أولها الجانب العملي وهو الطريق وثانيها الجانب النفسي أو الشعوري أو الوجداني أو العاطفي وهو التجربة وثالثها الجانب النظري أو الفكري أو التعبيري وهو المذهب
ويعني هذا أن المصطلحات الصوفية تصف لنا بشكل بارز ثلاثة موضوعات أساسية في مجال التصوف ألا وهي الطريق والتجربة والمذهب .
فالطريق يحيل على الرحلة والانتقال من عالم الحس والظاهر المادي المقترن بالدنيا إلى عالم التجريد النوراني (و لوصل ) الوصال الأخروي  فماذا حين تشيير التجربة إلى الممارسة الصوفية في شكل مجاهدات ورياضات ومقامات واحوال أما المذهب فيشير إلى التوجه النضري وتأسيس النسق المعرفي والنظري العرفاني الذي يتكون من المريد والشيخ/ القطب. والدروس التي تكمن في مجموعة من المقامات والأحوال ويتدرج فيها السالك حسب قدراته الاكتسابية وما يسبغ عليه الله من فيوضات أخلاقية ومواهب ربانية .

ج-على المستوى الطبيعة
من المعروف أن الفلاسفة يعتمدون كثيرا على النظر والاستدلال البرهاني والمنطقي ويرون ان العقل هو السبيل الوحيد للوصول إلى الحقيقة اليقينية الصادقة أما علماء الكلام فيرون ان الجدل الافتراضي هو المسلك الوحيد للوصول إلى الحقيقة في حين يذهب الفقهاء إلى أن ظاهر النص هو مشكاة اليقين ونواة الحقيقة الربانية بيد أن المتصوفة هم على العكس يعتمدون على الذوق والقلب في الوصول إلى الحقيقة الربانية عن طريق الحدس والكشف العرفاني .
ومن هنا فالمصطلح الصوفي له وجهان وجهة ظاهري وسطحي يدركه عامة الناس عن طريق النص أو النظر العقلي ووجه باطني لا يدرك سوى لخاصة من علماء الباطن والسلوك الذوقي اعتمادا على العرفان والقلب والحدس وينتج عن هذا أن المصلطح الصوفي له ذلالتين ، دلالة حرفية لغوية ظاهرية ودلالة إيحائية رمزية قائمة على الانزياح والمجاز وتستوجب هذه الدلالة الرمزية استخدام التأويل لشرح المعاني وتفكيكها زد على ذلك أن الصوفي يستخدم في بوحه وكشفه وكتاباته الوجدانية وتجلياته وشطحاته وكراماته مجموعة من الخطابات التعبيرية منها : الكتابة الشعرية والكتابة النثرية والكتابة المقطعية الشذرية والكتابة السردية المناقبية والكتابة الفلسفية وقد يختار كذلك ضمن وسائل الكتابة أما الكتابة الدينية وأما الكتابة الجدلية كما ينوع المتصوف من أساليبه في التعبير والتصريح والكشف وغالبا ما يختار أسلوب التلميح والإضمار والإبهام والإغراب والغموض والإيجاز.
وللإشارة بدلا من أسلوب الوضوح والبيان والإظهار .
لذلك يجد الصوفي صعوبة كبيرة في إيصال الرسالة إلى المتلقي البسيط ويفشل في عملية التبليغ وتوصيل التجربة العرفانية الذوقية إلى عموم الناس بسبب عجز اللغة التواصلية التي تمتاز بالمفارقة التعبيرية الناتجة عن قلة الألفاظ وكثرة المعاني لذلك يلتجئ المتصوف في كتابته التعبيرية إلى الانزياح اللغوي والخرق الشاعري واستخدام اللغة الرمزية المجردة والإكثار من الاشتقاق اللغوي وتوظيف طاقة التوليد وتقنية التوسع والتصرف.
__________________
(1) الشبكة العنكبوتية  على الموقع
www.Alsoufia.com
www.Alkadria.com
www.Scribd.com

قرأوا أيضا...

1 فكرة عن “فكر الإمام أبو حامد الغزالي و دلالات وأبعاد وطبيعة المصطلح الصوفي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.