إطلالة على حياة ومؤلفات أبي حامد الغزالي

التجربة الصوفية عند الإمام أبي حامد محمد الغزالي
الفصل الأول :
المحور الأول : تقديم
سوف نعمل في هذا البحث على التنقيب في أفكار المتصوفة العرب انطلاقا من نموذج محمد بن محمد بن محمد الغزالي وكيفية تعامله معه وسنحاول إيضاح المكونات والأساليب والأفكار والمصطلحات المستعملة في هذا النوع من الفكر وسنعمل على إيضاح دلائل صدق على تصوفه وشواهد حق على سلامة ذوقه العذب الدال على إشراقة وملاحة طبعه ولطفه وهو  به يهدي إلى  كسب الإمدادات الإلهية التي كسبها من أنوار المقال النبوي والفصل المحمدي والسيرة النبوية العطرة
أما بخصوص دوافع البحث فهي شخصية، وذلك لكوني منذ بداية دراستي الجامعية وأنا أحلم بأن أحضر بحثي لنيل شهادة الإجازة في مجال التصوف عند أحد رموز وأقطاب الفكر العربي ، الإسلامي وقد وقع الاختيار على فكر محمد بن محمد الغزالي وذلك لكونه ثأثر وتعايش مع أساليب هذا النوع من الفكر .
وقد اتخذت تصميم لهذا البحث حيث قسمته إلى ثلاث فصول :
الفصل الأول يتكون من عدة محاور: فالمحور الأول: فيه تقديم و المحور الثاني :إطلالة على حياة أبي حامد الغزالي
أما المحور الثالث :فيتحدث عن ترتيب كرونولوجي لمؤلفات أبي حامد الغزالي
والمحور الرابع : يتحدث عن نبدة من فكر الإمام أبي حامد الغزالي وقد قسمته هذا المحور إلى اربعة أجزاء الأول حول موقفه من المتكلمين والثاني حول موقفه من الفلاسفة والثالث حول موقفه من الباطنية أما الموقف الأخير فهو عن الموقف من التجربة الصوفية وأما المحور الرابع فقد عملت فيه على تحديد طبيعة ودلالة المصطلح الصوفي على عدة مستويات في الأول على مستوى الطبيعة والثاني على مستوى الدلالة اما الثالث فهو على مستوى الأبعاد .
أما بخصوص  الفصل الثاني : فيتكون من المحور الأول الذي يتحدث عن حقيقة التجربة الصوفية واما المحور الثاني فهو حول أنواع التصوف أما المحور الثالث فهو حول كيفية تبني الغزالي للمجال الصوفي .
وفي الفصل الثالث والأخير فقد قسمته إلى مجموعة من المحاور فالأول يتحدث عن العلاقة بين الشيخ والمريد وهو يتكون من جزئين ، الأول حول اداب الشيخ والثاني أداب المريد ، وأما المحور الثالث فيناقش دور الخرقة في الثقافة الصوفية والمحور الرابع فهو حول الخلوة عند المتصوفة واما الخامس فهو يتحدث عن العلاقة بين الفقه والتصوف في فكر الغزالي وأخيرا سوف أضع خاتمة شاملة للبحث .

المحور الثاني : إطلالة على حياة أبي حامد الغزالي
ولدا الغزالي في مدينة موس من إقليم خراسان سنة 450 هـ /1058 م ، وتوفي والده قبل أن يبلغ سن الرشد، فنشأ معتمدا على نفسه مندفعا إلى طلب العلم والتبحر فيه بدافع الغريزة الفطرية الكامنة في تلك النفس الكبيرة . فتلقى مبادئ العربية والفقه في بلده وانتقل إلى جرجان فقرأ مبادئ الأصول على أحد أعلامها.
ولم يمكث الإمام طويلا ببلدته. بعد عودته من جرجان قام برحلته العلمية التي أرشدته إلى العلم الصحيح وأذاعت شهرته في الخافقين فقصد نيسابور حيث لازم إمام الحرمين الجويني مدة انتهت بوفات الجويني سنة 477هـ وانتقل إلى العراق وقد سبقه اسمه إلى تلك الآفاق قاتصل بالوزير نظام الملك ففوض إليه مهمة التدريس بمدرسته –النظامية – ببغداد سنة 484 هـ فأقام يبت العلم ويصنف الأسفار مدة أربع سنين أصابه على إثرها مرض اضطره مفارقة العراق ، فرحل إلى الحجاز حاجا ثم أتى الشام فأقام في القدس نحو سنتين ورحل إلى الديار المصرية فنزل بالاسكندرية وعاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه – هوس- منقطعا إلى العبادة فألزمه فخر الملك ابن نظام الملك بالتدريس بمدرسته في نيسابور فدرس بها مدة قصيرة وعاد إلى ملازمة بيته بهوس حتى مات سنة 505 هـ الموافق 1111 م ودفن بمقبرة الطابران بظاهرهوس  .(1)

المحور الثالث : ترتيب كرنولوجي لمؤلفات أبي حامد الغزالي
أبي حامد محمد الغزاليجاء ترتيب أبرز مؤلفات الغزالي زمنيا وفق الجدول التقريبي الذي سوف نحتزله في أربع مراحل هي كالتالي :
المرحلة الأولى : ( 465-478)
-التعليقة في فروع المذهب
-المنحول في أصول الفقه
المرحلة الثانية : (478-488)
-لباب النظر
-فتوى لابن تاشفين ( 484
-مقاصد الفلاسفة ( 487)
-معيار العقول –محك النظر – ميزان العمل ( 487 –488)
-معيار العلم – الرسالة القدسية في العقائد ، قواعد العقائد ( 488-489)
المرحلة الثالثة: 488-503)
-إحياء علوم الدين ( بين 489-495)
-المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ( بين 490-495)
-القسطاس المستقيم، فيصل المتفرقة بين الإسلام والزندقة ( 497)
-مشكاة الأخوار ( قبل 500)
-أيها الولد ( 500)
-المنقد من الضلال ( 501 –502)
-المستصفى من علم الأصول ( 503)
المرحلة الرابعة والأخيرة 503-505
إلجام العوام من علم الكلام ( بين 504-505)
إلى أنه هناك كتب كثيرة من مثل :الاقتصاد في الاعتقاد – الوسيط في المذهب- الوجيز في فقه الإمام الشافعي- فضائح الباطنية – التبر المسبوك في نصيحة الملوك- كيمياء السعادة- حقيقة الروح- جواهر القرآن- تنظيم من تنظيمات الشيعة- العلم اللادوني ( السماوي) الوجيز في الفقه – الغاية القصوى – تهافت الفلاسفة .
ويمثل كتاب التهافت بين هذه المجموعة الضخمة ثالوت كتابين : جاء الاول تحت عنوان ( مقدمة تهافت الفلاسفة المسماة مقاصد الفلاسفة ) والثاني ( منطق تهافت الفلاسفة المسمى معيار العلم ) فلا تنكشف لك معاني مسائل التهافت ومضامين مصطلحاته إلا إذا قرأته مصحوبا بهذين المؤلفين إذ هما بمثابة المقدم لمصطلح الفلاسفة ولمسائل مختلف علومهم .

____________
(1)  – الإمام أبي حامد الغزالي كتاب ” المنقد من الضلال” المكتبة الشعبية بيروت لبنان ص 22.

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.