العرب وأوهام الفحولة وزيادة النسل

العرب: أوهام التكاثر والفحولة وزيادة النسل! – تكاد مهازل العرب لا تنتهي، فرغم اندفاع العالم قاطبة بكل ألوان طيفه، أغنياء وفقراء للحصول على أساليب حديثة لتطوير قدراتها، وابتداع مناهج جديدة للتكيف مع الأوضاع العالمية، مازال العرب يعيشون في أوهام التكاثر والفحولة وزيادة النسل.

قرأت في إحدى المجلات العربية عن دراسة مفادها أن الأغلبية الساحقة من المستطلعة أراءهم من الشباب العربي يعانون مشاكل نفسية لضعفهم الجنسي.و قرأت في نفس الموضوع عن معاناة بعض السيدات من ضعف فحولة أزواجهن ما يدفع في الغالب هؤلاء النسوة للوقوع في الخيانة الزوجية. والحل المقترح، ترويج عقاقير الفياغرا وغيرها، وهذه العقاقير صارت بضاعة رائجة في التداول القانوني أو من خلال التهريب. وفي بعض البلدان يلجأ الناس لابتكار أسلحة جديدة مضادة للضعف الجنسي، أسلحة تصنع الفحولة المفقودة، إما عن طريق الخلطات السحرية بمباركة المشعوذين، أو باللجوء إلى ما يسمى بالطب الشعبي البديل.
و الملاحظ أن مشكلة الفحولة تسبب أثارا نفسية للكثير من الشباب، ما يجعله يشك في رجولته أمام أقرانه من الذكور ويحس بالضعف أمام الجنس اللطيف من الإناث. والمضحك والمبكي في هذه المشاكل النفسية أنها تافهة بالمقارنة مع ما يجب أن يعانيه العرب جراء توالي المصائب والنكبات.. إلا أن ما نراه هو العكس تماما فالحديث عن المشاكل النفسية بسبب الفحولة من جانب ومن الجانب الآخر ثمة عشاق اللحم الأبيض من المتباهين بفحولة بني عربان، الممولين للمهرجانات الفنية والكليبات الخليعة التي تعم كل الأقطار العربية، وكأن القوم ملكوا الدنيا ملك سليمان.
و الأصل أن هذه الشعوب يجب أن تلاحقها قتامة الوضع العربي، وهزيمة نفسية جراء توالي الهزات والمصائب على هذا الجزء من العالم.
مع ذلك فالعرب لهم لهذا الشأن مقال، وأوهام لا تنتهي، ومثالية في التفكير، وتضخيم للمظاهر الجوفاء وتقزيم للحقائق. ففي ما يفتخر الغرب بامتلاك الأسلحة النووية، والتكنولوجيا المتطورة، يفتخر بعض العرب بالفحولة، وفيما تحاول بعض الشعوب المغلوبة على أمرها الحصول على الطاقة الذرية، نفسها الفحولة ستكون السلعة المطلوبة للمجتمع العربي المغلوب على نفسه.. نعم، فبعض العرب صاروا يقولونها صراحة أن فحولتنا مصدر قوة وسلاح لا يستهان به، فطالما أن العالم الغربي يعاني من قلة الولادات ومحدودية النسل فلما لا نبقي سلاحنا هذا كسلاح ردع في وجه السلاح النووي الغربي. لكن بقي أن نعطي سلاح العرب هذا اسما مناسبا، وخطر بفكري اسم مؤقت هو ‘السلاح المنوي’.. حتى يتحفنا بنو عربان باسم آخر.
الحسين إدمبارك – المغرب
lhouaine.idmbark@yahoo.com

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.