الإستعارة بين الإيحاء والتقرير

الاستعارة بين الإيحاء والتقرير – الفصل الثالث: 
مدخل :
إذا كان التصور الجمالي قد نظر إلى الاستعارة باعتبارها وجها بلاغيا متميزا وظيفته تزيينية بالأساس ،ويتم تحريكه بواسطة مقاصد أصحابه، فإن المقاربة المعرفية خاصة التجريبية منها قد ذهبت أبعد من ذلك لترى في الاستعارة خاصية مبنينة للغة في استعمالها العادي أيضا. من منطلق المفارقة بين هذين التصورين، جاء هذا الفصل ليستدل على فرضية أساسية مفادها أن الاستعارة تحضر في الخطاب الشعري إلى جانب حضورها في الخطابات الأخرى، ومنها الخطاب التقريري ، سنقوم بالاشتغال على نصين: أحدهما نص شعري يتعلق الأمر بقصيدة “سربروس في بابل” لبدر شاكر السياب، والآخر تقريري وهو عبارة عن نص سياسي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما .

ومن أجل الاستدلال على الفرضية السابقة ، ستكون آلياتنا الإجرائية مرتكزة بالأساس على ما قدمناه من تصورات حول الاستعارة في الشق النظري من هذا البحث. سنبدأ أولا بدراسة قصيدة ” سربروس في بابل” بالاعتماد على ما تقدمه النظرية الجمالية من تقسيمات ومفاهيم ، وسنقوم في مرحلة تالية ، بدراسة خطاب أوباما ، وتحليل بنيته الاستعارية بالنظر إلى الاستعارات الكبرى التي حددها لايكوف وجونسون في كتابهما ” الاستعارات التي نحيا بها “.

كل ذلك بهدف عقد مقارنة بين البنية الاستعارية لكل من النصين ومن ثم وضع استنتاج يثبت أو ينفي الفرضية السابقة.
المقاربة اللسانية للاستعارة

 

المقاربة اللسانية للاستعارة

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.