العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوربي في مرحلة ما بعد انهيار جدار برلين

جامعة المولى إسماعيل – مكناس
كلية العلوم القانونية
والاقتصادية والاجتماعية

شعبــة القــانون العــام
تخصص علاقات دولية

بحث لنيل الإجازة في الحقوق في موضوع:
maroc_ue
العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوربي: “في مرحلة ما بعد انهيار جدار برلين”
تحت إشراف الأستاذ: عبد الهادي الصبابي
من إنجاز الطالب: حاتم بن ع.

السنة الجامعية: 2004- 2005


تقديم عام
إن العلاقات الدولية كظاهرة اجتماعية تشمل العديد من اوجه النشاط البشري، فلقد انتهى الوقت الذي كانت فيه الدولة حارسة تهتم بالمجال الأمني والعسكري فقط، وتمتنع عن التدخل في القطاعات الأخرى، ففي ذلك التاريخ كانت العلاقات الدولية علاقات سياسية وأمنية، وكان يرمز إليها بالعسكري والدبلوماسي، لأنها تكون إما سلمية أو حربية.
لكن حينما أضحت الدولة تدخلية تحت تأثير الأفكار (المبادئ الاشتراكية وخاصة فكر التضامن الاجتماعي) والأحداث (الحروب العالمية، الأزمة الاقتصادية…) توسعت مهامها وتنوعت لتشمل قطاعات مختلفة كانت متروكة في الماضي للأفراد ، وهذا ما دفعها إلى الاهتمام بالمجالات الجديدة في علاقاتها الدولية
إن العلاقات الدولية تهم بالخصوص الدول فيما بينها، وتتعدد المجالات بحسب رغبة الأطراف، لكن المهم هو كون العلاقات الدولية هي علاقات المصالح لا تدخل في إطار الجوانب الأخلاقية و الإنسانية، فأصدقاء الأمس قد يصبحون أعداء اليوم والعكس صحيح، إنها علاقات مبنية على القوة، القوة في جميع مظاهرها العسكرية، الاقتصادية، السياسية… كما أن العلاقات الدولية أو بين الدول تتأثر بالظروف التاريخية والعوامل الجغرافية والظواهر الدولية بل حتى الداخلية، ومن هنا نجد أن تحديد العلاقة بين دولتين لا ينسب فقط إلى رغبتهما بل تتدخل فيه أيضا عوامل وطنية (مثل ضغط اللوبيات…) ودولية (مثل الأزمة الاقتصادية) هذه العوامل ليست ثابتة ولكنها تتغير بحسب الزمان والمكان لذلك اصطلح عليها بالمتغيرات، فمثلا نشير إلى “الحرب الباردة” كأحد المتغيرات الدولية.
وبالتالي فدراسة العلاقة بين دولتين أو وحدتين دوليتين، أو بصفة عامة أحد أشخاص القانون العام الخارجي، هي دراسة معقدة لأنها تستوجب من الباحث الإحاطة بمجمل العوامل والمتغيرات والحيثيات التي رافقت تلك العلاقة، هذه العوامل التي قد يكون أحيانا خفية وغير مباشرة.
وإذا خرجنا هذا الإطار العام للعلاقات الدولية وحاولنا التركيز فقط على العلاقة بين المغرب وأوربا، فإن أول سؤال يطرح هو لماذا المغرب وأوربا؟
هناك عدة أسباب تجعل الباحث يختار المغرب وأوربا موضوعا لدارسته ، ومنها أسباب تاريخية تعود إلى عدى قرون، حيث كانت منطقة البحر المتوسط هي القلب النابض للعالم وهي أهم محور تجاري وهي مركز العالم، في تلك الحقبة نسج المغرب مع أوربا عدة علاقات وتبادل مع جدولها البعثات الدبلوماسية كما تخللت هذه العلاقة فترات صراع.
ورغم اكتشاف القارة الجديدة (أمريكا) ورغم انتشار المد السكاني في ربوع المعمور، فإن المنطقة المتوسطية لا تزال حتى وقتنا الراهن محط اهتمام من طرف الجميع، كيف لا وأقوى اقتصاديات العامل توجد فيه، وأكبر وأخطر مشاكل العالم توجد فيه، واهم الموارد الطبيعية توجد فيه…
إنها منطقة تضم شمالا متقدما غنيا بتكنولوجيته وحضارته، وجنوبا متخلفا غني بموارده ومشاكله.
من جهة أخرى عناك أسباب جغرافية تجعل المغرب يربط علاقاته بأوربا اكثر من أي جهة أخرى، هذا بالإضافة للأسباب الحضارية والإرث الاستعماري وغيرها نمن الأسباب التي جعلت المغرب وأوربا -بل وفرضت عليهما اتعاون والتنسيق في عدة مجالات.
إن اهمية المغرب بالنسبة لأوربا واهمية لأوربا بانسبة للمغرب، تضفي أهمية كبرى على علاقة المغرب مع اوربا. إن الإرث التاريخي للمغرب مع اوربا وموقعه الاستراتيجي والانفتاحج الاقتصادية بل وحتى الانفتاح السياسي، كلها عوامل دجعلت المغرب بوابتين واحدة تطل على إفرثقيا والثانية على اوربا، وخولت له بالتالي علاقات وطيجدة مع اوربا.
إن العلاقات المغربية الأوربية وحسب سياقخا التاريخي ليست وليدة اليوم وليست نتجية ظرفية معينة، وإنما جاءت نتيجة مجموعة من التراكمات و العلاقات التي تحكم في أساس العلاقة والتعاون بين الطرفين.
لقد راهن المغرب منذ حصوله على الستقلال في اختيارات السياسية و الاقتصادية على أوربا، بحيث عبر عن رغبته في مواصلة علاقاته مه الدول الأوربية بغية النهوض باقتصاده الفتي ، عن طريق الاستفادة من الفعالية التي يتميز بها الاقتصاد الأوربي.
وفي هذا الإطار ظل المغرب معتمدا بشكل أساسي على الفلاحة على حساب الصناعة، وحاول جاهدا تطبيق الاتفاقيات المبرمة بينه وبين المجموعة الأوربية بحسن نية. أما الطرف ا؟لأوربي فظل ينظر إلى المغرب كسوق لتصريف منتوجاته والتزود منه بالمواد الأولية.
من مجمل ما سبق يتضح لنا أهمية هذا الموضوع بل وتعقده، لأن علاقات المغرب مع المجموعة الأوربية تمتد على فترة طويلة وتشمل اتفاقيات عديدة، وتخض للمتغيرات الدولية اختلفت وتطورت مع اختلاف الزمن وتطوره.
من هنا يطرح سؤال كبير هل اختلفت طبيعة ونوعية ومردودية العلاقات بين المغرب والمجموعة الأوربية من عهد الحرب الباردة إلى عهد النظام الدولي الجديد؟ وهل تغيرات نظرة المجموعة الأوربية لعلاقاتها مع المغرب؟ وهل هناك تطبق بين الخطاب الأوربي والممارسة الأوربية بخصوص العلاقات الأورو مغربية؟
سيتم دراسة هذا الموضوع انطلاقا من تقسيمه إلى قسمين:
القسم الأول: العلاقات بين المغرب و المجموعة الاقتصادية الأوربية
القسم الثاني: العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوربي

القسم الأول: العلاقات بين المغرب و المجموعة الاقتصادية الأوربية
الفصل الأول: محددات العلاقات بين المغرب و المجموعة الأوربية
الفصل الثاني: محدودية العلاقة بين المغرب و المجموعة الأوربية

قرأوا أيضا...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.